کد مطلب:90694 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:142

کلام له علیه السلام (144)-کلّم به الخوارج















لمّا قالوا له: انّا حكّمنا، فلمّا حكّمنا أثمنا، و كنّا بذلك كافرین. و قد تُبنا. فإن تُبتَ كما تُبنا فنحن منك و معك.

فقال علیه السلام:

أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ، وَ لاَ بَقِیَ مِنْكُمْ آبِرٌ[1]، أَبَعْدَ إیمَانی بِاللَّهِ، وَ جِهَادی فی سَبیلِ اللَّهِ،

وَ هِجْرَتی[2] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ التَّفَقُّهِ فی دینِ اللَّهِ، أَبُوءُ وَ[3] أَشْهَدُ عَلی

[صفحه 671]

نَفْسِی بِالْكُفْرِ[4] ؟.

قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدینَ[5].

فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ ارْتَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، أَوْ ضَلَلْتُ مُنْذُ اهْتَدَیْتُ.

بَلْ بِنَا هَدَاكُمُ اللَّهُ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَ اسْتَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الْجَهَالَةِ.

نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَ عُنْصُرُ الرَّحْمِ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ.

نَحْنُ دُعَاةُ الْحَقِّ، وَ أَئِمَّةُ الْخَلْقِ، وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ[6].

نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطی، [ وَ ] أُفُقُ الْحِجَازِ، بِنَا[7] یَلْحَقُ التَّالِی الْبَطی ءُ، وَ إِلَیْنَا[8] یَرْجِعُ الْغَالِی التَّائِبُ.

طَریقُنَا الْقَصْدُ، وَ أَمْرُنَا الرُّشْدُ، مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا لَحِقَ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا مُحِقَ، وَ مَنِ اتَّبَعَ أَمْرَنَا سَبَقَ، وَ مَنْ سَلَكَ غَیْرَ سَبیلِنَا سُحِقَ، وَ مَنْ رَكِبَ غَیْرَ سَفینَتِنَا غَرِقَ.

إِنَّ لِمُحِبّینَا أَفْوَاجٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَ إِنَّ لِمُبْغِضینَا أَفْوَاجٌ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[9].

وَ إِنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِیُحْیِیَا مَا أَحْیَا الْقُرْآنُ، وَ یُمیتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ.

وَ إِحْیَاؤُهُ الاِجْتِمَاعُ عَلَیْهِ. وَ إِمَاتَتُهُ الاِفْتِرَاقُ عَنْهُ.

فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَیْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ، وَ إِنْ جَرَّهُمْ إِلَیْنَا اتَّبَعُونَا.

فَإِنْ أَبَیْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَزْعُمُوا أَنّی أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ، فَلِمَ تُضَلِّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِضَلاَلی، وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَأِی، وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبی، سُیُوفُكُمْ عَلی عَوَاتِقِكُمْ، تَضَعُونَهَا

[صفحه 672]

مَوَاضِعَ الْبُرْءِ[10] وَ السُّقْمِ، وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ یُذْنِبْ؟.

وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رَجَمَ الزَّانِیَ الْمُحْصَنَ، ثُمَّ صَلَّی عَلَیْهِ،

ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ. وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ، وَ وَرَّثَ میرَاثَهُ أَهْلَهُ. وَ قَطَعَ یَدَ السَّارِقَ. وَ جَلَدَ الزَّانِیَ غَیْرَ الْمُحْصَنِ، ثُمَّ قَسَّمَ عَلَیْهِمَا مِنَ الْفَیْ ءِ، وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ.

فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذُنُوبِهِمْ، وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فیهِمْ، وَ لَمْ یَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الإِسْلاَمِ، وَ لَمْ یُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَیْنِ أَهْلِهِ.

ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ، وَ مَنْ رَمی بِهِ الشَّیْطَانُ مَرَامِیَهِ، وَ ضَرَبَ بِهِ تیهَهُ.

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَ تَرَدَّی بِالْعَظَمَةِ[11]، لَوْ ضَرَبْتُ خَیْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَیْفی هذَا عَلی أَنْ یُبْغِضَنی مَا أَبْغَضَنی. وَ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا بِجَمَّاتِهَا[12] عَلَی الْمُنَافِقِ عَلی أَنْ یُحِبَّنی مَا أَحَبَّنی. وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قُضِیَ فَانْقَضی[13] عَلی لِسَانِ النَّبِیِّ الأُمِّیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، إِنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ، لاَ یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لاَ یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ[14] إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ. وَ لَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ.

[ وَ لَقَد ] دَعَانی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، إِنَّ فیكَ مَثَلاً مِنْ عیسیَ بْنِ مَرْیَمَ، أَبْغَضَتْهُ الْیَهُودُ حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ فَهَلَكُوا، وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَاری حَتَّی أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتی لَیْسَ بِهَا فَهَلَكُوا. أَمَا وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ، وَ لاَ ضَلَلْتُ وَ لاَ ضُلَّ بی، وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَری.

أَلاَ وَ إِنَّهُ[15] سَیَهْلِكُ[16] فِیَّ صِنْفَانِ[17]:

[صفحه 673]

مُحِبٌّ مُفْرِطٌ غَالٍ، یَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلی غَیْرِ الْحَقِّ.

وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ قَالٍ[18] یَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلی غَیْرِ الْحَقِّ.

وَ خَیْرُ النَّاسِ فِیَّ حَالاً النَّمَطُ الأَوْسَطُ، فَالْزَمُوهُ.

وَ الْزَمُوا السَّوَادَ الأَعْظَمَ، فَإِنَّ یَدَ اللَّهِ مَعَ[19] الْجَمَاعَةِ.

وَ إِیَّاكُمْ وَ الْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّاذَّ عَنِ الْحَقِّ[20] مِنَ النَّاسِ لِلشَّیْطَانِ، كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ[21] مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ.

أَلاَ مَنْ دَعَا إِلی هذَا الشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ، وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتی هذِهِ.


صفحه 671، 672، 673.








    1. آثر. ورد فی نسخ النهج بروایة أخری. و ورد آبز فی نسخة النهج بروایة أخری. و ورد وابر فی مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 36.
    2. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 96. المستدرك لكاشف الغطاء ص 55. و نهج البلاغة الثانی ص 177.

      باختلاف یسیر.

    3. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 168. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 555. باختلاف بین المصادر.
    4. بالضّلالة. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 338. و نهج البلاغة الثانی للحائری ص 179.
    5. الأنعام، 56.
    6. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 354. و غرر الحكم ج 2 ص 779. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 556. و نهج السعادة ج 2 ص 338. و نهج البلاغة الثانی ص 179. باختلاف بین المصادر.
    7. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 556. و ورد بها فی نسخ النهج.
    8. ورد فی المصدر السابق. و غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 59. و ورد إلیها فی نسخ النهج.
    9. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 581 و 622. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 556. و المصباح ج 3 ص 307 عن تفسیر بن فرات. باختلاف بین المصادر.
    10. البراءة. ورد فی نسخة العام 400 ص 149. و نسخة ابن المؤدب ص 107. و نسخة نصیری ص 68. و نسخة الآملی ص 104.
    11. ورد فی الغارات ص 356. و مناقب ابن المغازلی ص 186. و ینابیع المودة ص 48. و البحار ج 39 ص 255 و 284. باختلاف.
    12. بحذافیرها. ورد فی الغارات للثقفی ص 28. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 127. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 627.

      و نهج السعادة ج 2 ص 589. و نهج البلاغة الثانی ص 113.

    13. قضاء قضاه اللّه تعالی. ورد فی الإرشاد للمفید ص 25.
    14. كافر. ورد فی الغارات للثقفی ص 28.
    15. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 121. و مناقب ابن المغازلی ص 188. و الإرشاد ص 25. و مناقب الخوارزمی ص 233. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 196. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 119 و ج 3 ص 239. و كفایة الطالب ص 339. و البدایة و النهایة ج 7 ص 368. و ذخائر العقبی ص 92. و تاریخ الخلفاء ص 368. و البحار ج 27 ص 230، و ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 627. و نهج السعادة ج 2 ص 589 و 715. و نهج البلاغة الثانی ص 114. باختلاف بین المصادر.
    16. هلك. یهلك. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    17. رجلان. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    18. و باهت مفتر. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    19. علی. ورد فی نسخة العام 400 ص 150. و نسخة ابن المؤدب ص 107. و نسخة نصیری ص 69. و نسخة ابن أبی المحاسن 151. و نسخة الأسترابادی ص 169. و نسخة عبده ص 295. و نسخة العطاردی ص 147.
    20. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 160. باختلاف یسیر.
    21. النّادّة. ورد فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 107.