کد مطلب:90694 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:142
فقال علیه السلام: أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ، وَ لاَ بَقِیَ مِنْكُمْ آبِرٌ[1]، أَبَعْدَ إیمَانی بِاللَّهِ، وَ جِهَادی فی سَبیلِ اللَّهِ، وَ هِجْرَتی[2] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ التَّفَقُّهِ فی دینِ اللَّهِ، أَبُوءُ وَ[3] أَشْهَدُ عَلی [صفحه 671] نَفْسِی بِالْكُفْرِ[4] ؟. قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدینَ[5]. فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ ارْتَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، أَوْ ضَلَلْتُ مُنْذُ اهْتَدَیْتُ. بَلْ بِنَا هَدَاكُمُ اللَّهُ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَ اسْتَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الْجَهَالَةِ. نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَ عُنْصُرُ الرَّحْمِ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ. نَحْنُ دُعَاةُ الْحَقِّ، وَ أَئِمَّةُ الْخَلْقِ، وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ[6]. نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطی، [ وَ ] أُفُقُ الْحِجَازِ، بِنَا[7] یَلْحَقُ التَّالِی الْبَطی ءُ، وَ إِلَیْنَا[8] یَرْجِعُ الْغَالِی التَّائِبُ. طَریقُنَا الْقَصْدُ، وَ أَمْرُنَا الرُّشْدُ، مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا لَحِقَ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا مُحِقَ، وَ مَنِ اتَّبَعَ أَمْرَنَا سَبَقَ، وَ مَنْ سَلَكَ غَیْرَ سَبیلِنَا سُحِقَ، وَ مَنْ رَكِبَ غَیْرَ سَفینَتِنَا غَرِقَ. إِنَّ لِمُحِبّینَا أَفْوَاجٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَ إِنَّ لِمُبْغِضینَا أَفْوَاجٌ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[9]. وَ إِنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِیُحْیِیَا مَا أَحْیَا الْقُرْآنُ، وَ یُمیتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ. وَ إِحْیَاؤُهُ الاِجْتِمَاعُ عَلَیْهِ. وَ إِمَاتَتُهُ الاِفْتِرَاقُ عَنْهُ. فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَیْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ، وَ إِنْ جَرَّهُمْ إِلَیْنَا اتَّبَعُونَا. فَإِنْ أَبَیْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَزْعُمُوا أَنّی أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ، فَلِمَ تُضَلِّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِضَلاَلی، وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَأِی، وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبی، سُیُوفُكُمْ عَلی عَوَاتِقِكُمْ، تَضَعُونَهَا [صفحه 672] مَوَاضِعَ الْبُرْءِ[10] وَ السُّقْمِ، وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ یُذْنِبْ؟. وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رَجَمَ الزَّانِیَ الْمُحْصَنَ، ثُمَّ صَلَّی عَلَیْهِ، ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ. وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ، وَ وَرَّثَ میرَاثَهُ أَهْلَهُ. وَ قَطَعَ یَدَ السَّارِقَ. وَ جَلَدَ الزَّانِیَ غَیْرَ الْمُحْصَنِ، ثُمَّ قَسَّمَ عَلَیْهِمَا مِنَ الْفَیْ ءِ، وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ. فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذُنُوبِهِمْ، وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فیهِمْ، وَ لَمْ یَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الإِسْلاَمِ، وَ لَمْ یُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَیْنِ أَهْلِهِ. ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ، وَ مَنْ رَمی بِهِ الشَّیْطَانُ مَرَامِیَهِ، وَ ضَرَبَ بِهِ تیهَهُ. وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَ تَرَدَّی بِالْعَظَمَةِ[11]، لَوْ ضَرَبْتُ خَیْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَیْفی هذَا عَلی أَنْ یُبْغِضَنی مَا أَبْغَضَنی. وَ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا بِجَمَّاتِهَا[12] عَلَی الْمُنَافِقِ عَلی أَنْ یُحِبَّنی مَا أَحَبَّنی. وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قُضِیَ فَانْقَضی[13] عَلی لِسَانِ النَّبِیِّ الأُمِّیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، إِنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ، لاَ یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لاَ یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ[14] إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ. وَ لَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ. [ وَ لَقَد ] دَعَانی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، إِنَّ فیكَ مَثَلاً مِنْ عیسیَ بْنِ مَرْیَمَ، أَبْغَضَتْهُ الْیَهُودُ حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ فَهَلَكُوا، وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَاری حَتَّی أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتی لَیْسَ بِهَا فَهَلَكُوا. أَمَا وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ، وَ لاَ ضَلَلْتُ وَ لاَ ضُلَّ بی، وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَری. أَلاَ وَ إِنَّهُ[15] سَیَهْلِكُ[16] فِیَّ صِنْفَانِ[17]: [صفحه 673] مُحِبٌّ مُفْرِطٌ غَالٍ، یَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلی غَیْرِ الْحَقِّ. وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ قَالٍ[18] یَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلی غَیْرِ الْحَقِّ. وَ خَیْرُ النَّاسِ فِیَّ حَالاً النَّمَطُ الأَوْسَطُ، فَالْزَمُوهُ. وَ الْزَمُوا السَّوَادَ الأَعْظَمَ، فَإِنَّ یَدَ اللَّهِ مَعَ[19] الْجَمَاعَةِ. وَ إِیَّاكُمْ وَ الْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّاذَّ عَنِ الْحَقِّ[20] مِنَ النَّاسِ لِلشَّیْطَانِ، كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ[21] مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ. أَلاَ مَنْ دَعَا إِلی هذَا الشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ، وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتی هذِهِ.
لمّا قالوا له: انّا حكّمنا، فلمّا حكّمنا أثمنا، و كنّا بذلك كافرین. و قد تُبنا. فإن تُبتَ كما تُبنا فنحن منك و معك.
صفحه 671، 672، 673.
باختلاف یسیر. و نهج السعادة ج 2 ص 589. و نهج البلاغة الثانی ص 113.